الآية الرابعة:{وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا (37)}.{وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً}: المرح قيل: هو شدة الفرح.وقيل: التكبر في المشي.وقيل: تجاوز الإنسان قدره.وقيل: الخيلاء في المشي.وقيل: البطر والأشر.وقيل: النشاط. والظاهر أن المراد به الخيلاء والفخر.قال الزجاج في تفسير الآية: لا تمش في الأرض مختالا فخورا.وذكر الأرض مع أن المشي لا يكون إلا عليها أو على ما هو معتمد عليها، تأكيدا وتقريرا.ولقد أحسن من قال:ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا *** فكم تحتها قوم هم منك أرفعوإن كنت في عزّ وحرز ومنعة *** فكم مات من قوم هم منك أمنعوالمرح مصدر وقع حالا، أي: ذا مرح. وفي وضع المصدر موضع الصفة نوع تأكيد. وقرأ الجمهور مرحا بفتح الراء. وحكى يعقوب عن جماعة كسرها، على أنه اسم فاعل.